آخبار عاجل

 كيف نواجه فوضى أداء  الواجبات الدراسية لدى المراهقين ؟ .. بقلم : « سلوى المؤيد

10 - 03 - 2019 12:00 2046

الحلقة الـ  51 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  كيف نواجه فوضى أداء  الواجبات الدراسية لدى المراهقين ؟

........................................

أكثر ما يعاني الآباء هو أداء أبنائهم لواجباتهم المدرسية في الوقت المحددلهم ..لذلك سأحاول   أن  أسهل المهمة لهم عن طريق طرح النماذج العملية من خلال ورش الآباء  وكيفية معالجتها  من قبل خبراء التربية النفسية للتعامل مع الأبناء المراهقين ..والأسلوب الصحيح الذي عليهم أن يتبعوه مع أبنائهم ليصلوا بهم  إلى  الإعتماد على أنفسهم في تحمل مسؤلية  هذه الواجبات .

تعود الآباء مع أبنائهم على الإلحاح المتكرر والتهديد بالعقاب ..والجلوس معهم   عند أدائهم  لهذه الواجبات ..وأحياناً يقومون بالبحث المطلوب منهم من قبل المدرسة لإن إبنهم لا يعد نفسه من قبل لإعداد البحث فيأتي لوالديه قبل تسليمه له  بفترة قصيرة توضح عدم مسؤليته نحو أداء واجباته المدرسية .

 كثير من الآباء لا يعلمون متى بدأوا يتعاركون مع أبنائهم لتأدية واجباتهم المدرسية ..لكن المشكلة في ذلك أنهم ما أن يبدأوا حتى يجدوا أنفسهم مربوطون بسلسلة لا تنتهي من المعارك لكي ينهي أبنائهم هذه الواجبات وكأنها واجباتهم هم لا أبنائهم .

إن أغلب الاباء لا يعلمون أن الواجبات المدرسية كنظام يشترك فيه ثلاثة  أطراف . الأبوين  والمعلم والطفل وكلٍ منهم له وظا ئفه أو مسؤلياته  في تأدية هذه الواجبات وتوازن أدائهابين الأطراف الثلاثة  هو الذي  يجعل المراهق شخصاً مسؤلاً عنها  .. لكن ذلك النظام يختل إذا قام أحد الأطراف بإكثر من واجبه أو أقل .

 إن ما يجب علينا كآباء أن ندركه أن مفتاح أداء الأبناء لواجباتهم المدرسية يكمن في أن يؤدي كل طرف دوره فقط ولا شيء غير ذلك ..  ..بهذا الأسلوب سيتفيد الطالب من واجبه المدرسي الذي أعطي من قبل مدرسه ليمتحن مدى استيعابه لدروسه التي يحضرها في المدرسة .

فواز طفل  في العاشرة من  عمره ..وصل إلى الصف الرابع ابتدائي..اشتكت مدرسته أنه لا يقوم بواجبه المدرسي ..وسقط في مادتين ..معلمة فواز حاولت معه كل الطرق ليجتهد أكثر ..وضعت له وقت محدد ..عاقبته ..حاولت تشجيعه بمنحه المزيد من العلامات  إذا ما أدى واجبه ..حاولت أن تضع له نقاط أو تتكلم  معه أو تضع له ملاحظات يومية ..لم يفد معه أي من هذه الطرق .

 وبالطبع يعتبر الواجب المدرسي  مشكلة بالنسبة للكثير من المدرسين والآباء ..لكن هل هو حقيقة كذلك ؟ لا ..فالمشكلة سببها  نقص المهارات..أو عدم القدرة على التعليم ..مشاكل في السلوك..أو  وجود مشكلة  في  علاقات  الأبناء بآبائهم العاطفية..أو مشاكل يسببها تعاطي الإبن للكحول  والمخدرات..

إن من الواجب أن نفحص حدوث هذه العوامل قبل أن نحل مشكلة إهمال أبنائنا لواجباتهم.

أعطى الخبير التربوي الذي لجأ إليه الوالدين لحل مشكلة إهمال إبنهما لواجباته الدراسية ..ورقة استبيان للوالدين لمعرفة    خلفية تاريخ الطفل.. وحدد ذلك الخبير  الذي لجأ إليه الوالدين لحل مشكلة إهمال إبنهما موعد مقابلة مع الوالدين وإبنهما لبحث ذلك الموضوع الهام  .

 بدا فواز  أثناء   المقابلة التي أجراها الوالدين والخبير معه وكأنه طفل طبيعي ..لديه علاقات اجتماعية ممتازة مع أصدقائه ..يميل إلى اللهو واللعب ..كما أن لديه  مقدرة ذكائية عالية .

 أوضح الأب   ووافقته الأم علىكلامه بأن فواز كان يقول  لوالديه  أن المدرسه  لم  تطلب منه واجب منزلي وواجبه  المدرسي أداه في المدرسة  .

ويتابع الأب "وعندما نطلب رؤية ما قام به..يقول لنا أنه قام به كما قال لهما  في المدرسه أو فقده..أو أحياناً أنه

لا يوجد لديه بحث ..فنتصل  بزملائه لنكتشف أن لديه واجب  عليه أن يؤديه في المنزل وأنه يكذب علينا ..احياناً

كان يستغرق منا  ذلك البحث ساعة لمعرفة ماهية بحثه منه أو من أصدقائه وكأن ذلك مسؤليتنا وليست مسؤليته ..لحسن الحظ تغير الآن وتطور بعض الشيء ..الآن تتصل بنا المدرسة كل يوم أثنين وتعطينا كل واجباته وأبحاثه الواجبه عليه طوال  الأسبوع  .

قال الخبير ..وهل ساعد ذلك الإجراء مسألة أدائه لواجباته ؟ "

 قالت الأم " على الأقل أصبحنا  نعرف الآن ماذا عليه القيام به من واجبات..لكن المشكلة أنه لا يؤديه في وقتها دون تذكير مستمر منا .. أجلس معه وأستعرض واجباته..وأطلب منه حل مشكلة رياضية أو اثنتان  بعد أن أحل واحدة أمامه كمثال وأتركه ..لكني أعود له  بعد فترة قصيرة ..ولم يحل إلا القليل ..أحاول أن أشجعه لا فائدة..فأبدأ في الإلحاح ..وهكذا يسير الأمر بيني وبينه حتى الساعة الثامنة وقت استحمامه فيقوم به ويعود ليكمل واجبه تحت إشرافي ..أحياناً أغضب من الضيق وعدم احساسه بإن دراسته مسؤليته هو لا أنا ..وعندما أعنفه ويبدأ العراك بيننا ..أحاول أن ألطف لهجتي فيغضب والده ويعتبرني متسامحة معه وهو ما يجعله يتعارك معي وعندما يراني إبني منشغلان  في النقاش يتسلل   لمشاهدة التلفزيرن ."

وتتابع " ورغم أن المدرسة تقول لنا  أن واجبه لا يستغرق إلا ٤٥ دقيقة إلا أنه يأخذ منه  ساعات لإدائه مع إشرافنا وإلحاحنا المستمر بين تهديدنا ومحاضراتنا .

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved